التوضيح الهام لطلبة العلم الكرام أتباع منهج السلامة (أدب الحوار، وفوائد التنازل عن ظواهر القرار)

التوضيح الهام لطلبة العلم الكرام أتباع منهج السلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة والطلاب الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع: أدب الحوار، وفوائد التنازل عن ظواهر القرار

استناداً للإعلان المنشور من جهتنا حول تجاوز مسمى الركن الرابع وعن تعريف فقه علم الساعة بفقه التحولات تنازلاً لرغبة وإصرار بعض العلماء الأجلاء الذين يلزمنا الأدب الشرعي قبول نصيحتهم ورأيهم، واحترام وجهات نظرهم، ونحن عند وعدنا المشار إليه.

وهنا لا بدّ من وضع الملاحظ الهامة لجيل السلامة وطلاب العلم المشتغلين بمثل هذا العلم وخدمة تجديد لغة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة حتى لا يقعوا في مشكلة الاصطدام الذي نأباه ولا ندعو إليه ، بل هو مخالف تماماً لمنهج السلامة المنبثق عن العلم بعلامات الساعة.

أولاً: أن هذا التنازل المشار إليه لم يكن من باب الاقتناع المطلق للتجاوز، وإنما لدرء الفتنة وحفظ شرف العلاقة مع أصحاب الرأي المعارض لنا من داخل مدرستنا لا غيرهم.

ثانياً: وقد نُشرت العشرات من الكتب والمؤلفات تحمل تعريف هذا العلم بفقه التحولات والركن الرابع، فربما عاد الاصطدام والجدل حول الموضوع مع كل قراءة أو تناول.

فإننا نوجه طلاب العلم أن يتجاوزوا خلال شرح الدروس وتقريرها مسألة الإصرار على حصر علم الساعة في مسمى الركن الرابع وفقه التحولات، وإن كان ذلك مثبتاً في المؤلفات .. حيث لا يتأتى بأي حال من الأحوال مسح كل لفظة وعبارة وردت بهذه الكيفية في عشرات الكتب والمقالات ، ولأنها لم تشمل مطلب الشأن الاضطراري.

ثالثاً:  أن مثل هذا الإشكال حول مسمى الركن الرابع لدى بعض طلبة العلم ليس جديداً ، حيث إننا قد تلقينا مثل هذا الاعتراض منذ ظهور مسميات هذا العلم، ولكنا لم نصل إلى حد الإحراج مع أهل الصدارة في العلم الشرعي، وإنما كان مجرد بحث علمي حول المصطلحات، حيث يعلم الجميع أن مصطلح الأركان اختيار للعلماء، وليس نصاً نبوياً، وإذا كان علماء الأصول يرون في  مسمى الركن الرابع إضافة اصطلاحية لم يسبق لها أحد من أهل العلم، فلا بأس أن يُقرأ الحديث النبوي بثلاثة أركان حسب الاصطلاح لدى علماء الأصول، وإن كان النصُّ في الحقيقة يحمل أربعةَ مواضيع ـ ولا أقول: أركاناً ـ حتى لا يعتقد أننا نغير ما اتفقنا عليه.

رابعاً: إن المرحلة وما يدور فيها لا تتسع للخلاف ولا للاختلاف سواء في مثل هذا التعريف أو في ما هو أهم منه، وأمامنا فتن ومضلات فتن قد عصفت بالأخضر واليابس، وكان العلم بعلامات الساعة مبيّناً له ومفصحاً عن المواقف الشرعية حيالها.

وتكوّن لدراسة هذا العلم جيل السلامة الذي يخدم الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

فلا نحتاج بعد هذا إلى فتح ثغرة سفسطائية في جدار البناء القائم المتماسك، بل يجب أن نقبل الرأي الآخر سواء كان مبنياً على ضوابط، أو كان مسألة رغبة، أو للتوجيه الصادق فكلاهما يلزمنا اتخاذ الموقف المناسب.

ومن الموقف المناسب ما أظهره الله لنا ولبعض الإخوان والمريدين الصادقين بتعين هذا العلم بالنص النبوي ذاته ، وتجاوز المسمى الأصولي الذي يدندن عليه أهل الاعتراض على استخدامه ، فنقول:

لا بأس حسب تقرير علماء الأصول أن يظل (حديث أم السنة) تحت مسمى أهل الأصول بأركان الدين الثلاثة ، استنادا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم))، فيصير تعريف هذا العلم (بأمور الدين الأربعة) حسب لفظ النص النبوي بديلاً عن أركان الدين الأربعة.

ونعالج موضوع الأمر الرابع وفق ما وصلنا إليه من الرسم البياني التالي: