قراءةٌ في حديث جبريل.. من التأملات ووارد الحال في الترحال والتجوال في جهاز الجوال
بسم الله الرحمن الرحيم
اشتمل الحديث على فوائدَ جمة ، وهي :
١ كونه يسمى أم السنة.
٢ مناسبة ورود الحديث بين الرسول وجبريل عليهما السلام كانت بعد رجوعه صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ، أي: قبل وفاته بقرابة ٨٠ يوما ، فهو من خواتيم الأحاديث الجامعة.
٣ كونه يحمل أدب التلقي والطلب من خلال هيئة جبريل وأسلوب تصرفه
٤ كونه أمراً من الله لاستخراج جوامع الكلم عن الدين من صدر النبي صلى الله عليه واله وسلم لما فيه معرفة الخير والشر
5 اختبار لقدرات الصحابة في مدركاتهم ، وسلب من يريد الله سلبه من الإدراك، وحكمة ذلك .
6 سؤال النبي صلى الله عليه واله وسلم عمر بن الخطاب عن السائل دون غيره ،
وما في ذلك من ملمح سلب اليقظة من مثل عمر الذي قد لا تفوته بعض الملاحظات لقوة مدركه بالخصوص
7 أهمية موضوع الحديث ، وما يترتب على مكانته الشرعية بين جملة الأحاديث نصا وترتيبا.
8 وحدة الحديث الموضوعية من خلال تراسل النص في وروده من غير فصل ولا انقطاع.
9 وحدة الحديث الشرعية من إتباع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سؤال عمر عن السائل بقوله: (ذاك جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم) ، فتقرر نصاً شرعياً أن أمر الدين أربعة أشياء مجتمعةً لا متفرقةً.
10 ينقسم الحديث إلى قسمين أساسيين :
الأول : قسم الثوابت ، وهو : الإسلام والإيمان والإحسان.
الثاني : المتغيرات ، وهي العلم بعلامات الساعة .
11 القسم الأول يخص علم الشريعة وأحكامها والعقيدة وعلومها ومراتب السلوك ومقاماتها القيمية والتربوية
12 القسم الثاني يخص المتغيرات والتحولات ومستجدات العلوم إلى يوم الدين.
13 العلم بعلامات الساعة ينقسم حسب النص إلى قسمين :
الأول : ما يخص قيام الساعة ، وقد أعيد علمها إلى الله توافقاً مع نص القرآن : (قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ)
الثاني : ما يخص العلامات السابقة لقيام الساعة ، وهو ما يفصله علم فقه التحولات.
14 العلم بعلامات الساعة يندرج تحت عبارتين شرعيتين :
الأولى: (أن تلد الأمة ربتها أو ربها)
الثانية : ( أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )
ويفهم من هاتين العبارتين معرفة ركني علامات الساعه الأول والثاني على النحو التالي :
أ- حصول خلل في قرار العلم والاعتقاد
ب- حصول خلل في قرار الحكم والاقتصاد
وتجتمع نماذج الخلل وعلوم المتغيرات تحت الأقسام الثلاثة:
الأول: العلامات الصغرى
الثاني: العلامات الوسطى
الثالث: العلامات الكبرى
ولإيضاح هذه الأقسام الثلاثة نعلم أن :
(1) الصغرى ، ممتدة على مدى الحياة الكونية ، من بدء خلافة الإنسان على الأرض إلى النفخ في الصور
(2) الوسطى ، تمتد من بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى حين ظهور الإمام المهدي
(3) الكبرى ، تبدأ بظهور الإمام المهدي إلى قيام الساعة .
وبهذه الدراسة الواعية للأقسام الثلاثة السالفة يبرز للمتأمل (علم فقه التحولات )
وقد أفضنا تفصيل هذا العلم وأقسامه الخمسة في كتبنا المتعددة ، فلتراجع حسب تفصيلها المدلل .
ويلحق بهذا العلم تنصيصات وقواعد مهمة في خدمة قواعد هذا العلم وتطبيقاته ، منها :
1 سنة المواقف وسنة الدلالة ، وعلاقتهما بالسنة الحسنة .
2 مفهوم حديث (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء إلخ) ، وتحليل حديث العرباض بن سارية حول: (فإن من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا) ، وأن
المقصود به هنا الاختلاف حول قرار الحكم.
3 الوقاية من الفتن ومضلاتها . وتحتوي على عدة مواضيع هامة تفصل نماذج الفتن والفتن المضلة.
والله ولي التوفيق ، وهو الحافظ والدليل ، ولا بلاغ إلا بالله ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير.
أبوبكر العدني ابن علي المشهور
غرة جمادى الثاني 1437 هـ