اختتام الملتقى العلمي الثاني بالأردن
- تاريخ النشر: 29 مارس, 2016
- التصنيف: أخبار
موقع الحبيب أبوبكر – خاص.
اختتمت في العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية الأحد 18 جماد الأخر 1437هـ اعمال المتلقى العلمي الثاني “علماء الدين وقضايا العصر” الذي نظمه مجمع البيطار الاسلامي ومعهد المعارج للعلوم الشرعية برعاية مفتي المملكة الشيخ الدكتور عبدالكريم الخصاونه وبحضور وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل الداود وعدد من علماء الامة من العراق والشام واليمن.
وناقش المؤتمر على مدى يومين متتاليين اوراق عمل ناقشت دور المؤسسات الدينية في امن المجتمعات ودور العلماء في تامين المجتمعات والعلم المسند وحفظ المجتمعات، كما ناقش موضوع نقض اصول التكفير ودور العلماء في تزكية المجتمعات واصول الدعوة عند العلماء واهمية الدعوة الى الاسلام بالموعظة الحسنة وبالتي هي احسن انطلاقا من روح الاسلام الذي جعل هذه الامة وسطا تدعو الى الخير والفضيلة وتنبذ الفرقة والتطرف.
وفي المؤتمر اكد الحبيب ابو بكر المشهور أن ما تعانيه الامة اليوم هو ازمة اخلاقية لعدم العمل بالقيم الحميدة التي حث عليها ديننا الحنيف واختلال منظومة القيم بفعل ما يتم استيراده من قيم امم اخرى لتنامي دور وسائل الاتصال الحديثة والغزو الفكري الذي طال كل شيء.
وفي الجلسة تحدث الشيخ الدكتور عبدالكريم الخصاونه مفتي الأردن قائلا: ان الاسلام هو دين الوسطية والاعتدال وانه لا غلو ولا تطرف ولا ارهاب فيه، وهو نهج معتدل مرجعه الوحيد القران الكريم والهدي النبوي، وان الغفلة عن خطر التطرف والارهاب والتكفير يهدد الامة في دينها، لذلك وجب ان يكون هذا الامر مدار بحث وتوعية من الدعاة والمفكرين والمصلحين والائمة والوعاظ.
فيما تحدث وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل الداود ان رسالة الاسلام جاءت تحمل الخير لكل البشرية وليست محصورة على فئة اوطائفة او عصبة اوجنس، وان هذه الرسالة جاءت رحمة للعالمين وينبغي علينا جميعا ان نعمل من اجلها ليكون هذا الدين دين البشرية كلها.
واضاف ان واجبنا اليوم كعلماء ومفكرين هو الوقوف في وجه قوى الظلام والتطرف، فامتنا امة وسطا وهداية ومحبة لا امة تطرف وتكفير وارهاب.
واشاد الداود بالدور الذي يقوم به مجمع البيطار الاسلامي في خدمة الفقه والدين الاسلامي، معتبرا اياه انموذجا لمؤسسات المجتمع المدني، مؤكدا ان وزارة الاوقاف وكافة المؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني مدعوة في هذه الايام الى نشر تعاليم الدين بالموعظة الحسنة بعيدا عن الترهيب وتقبل الحوار مع الاخر والبعد عن التطرف الذي هو منهج شاذ عن العقيدة والفكر الاسلامي.
واكد الشيخ عون القدومي مدير معهد المعارج الاسلامي ان رسالة المعهد هي تقديم وجبة مجتمعية لكافة اطياف المجتمع والمساهمة في الدفاع عن الدين الحنيف في وجه موجة طوفان العولمة الذي دخل الى الافكار والديار والاجيال وخرب ما شاء له ان يخرب.
من جانبه قال مفتي الديار العراقية الاسبق الشيخ الدكتور عبدالملك السعدي ان القران الكريم سمي قرانا لانه جمع واقرن كل الفضائل وقدم للناس ما هو خير، فهذه الامة تتسم بالخيرية انطلاقا من قوله تعالى (كنتم خير امة اخرجت للناس) حيث “كنتم” هنا تفيد الاستمرارية والبقاء وليس الانتهاء وضمت هذه الاية الكريمة ثلاثة خصائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله ومما يؤسف له هذه الايام ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقع في غير اهله فانقلب المعروف منكرا والمنكر معروفا.
واكد الشيخ السعدي ان تاثر الشباب شباب الامة بافكار الغلو والتطرف ناتج عن عدم اخذهم العلم من مصادره بل تلقيه من الجهلاء ومن العلماء غير العالمين، ولن تنجو هذه الامة الا بالوسطية والاعتدال بعيدا عن التكفير الذي محق الامة ومحق الناس وكفر المجتمع، داعيا شباب الامة العودة الى الاسلام بمفهومه السمح النقي بعيدا عن تاويلات لنصوص اخرجت عن سياقها واضرت بخيرية الامة وقدرتها على السمو بالمجتمع الانساني.
واوضح الشيخ الدكتور احمد راتب النابلسي من رابطة علماء الشام ان ما يميز الانسان على هذه الارض هو قدرته الفكرية والتي جعلته مستخلفا فيها لاعمارها لا هدمها والانسان ان لم يطلب العلم يهبط من انسانيته ليصبح جسدا ميتا وليس بحي وان البشرية كلها تتمنى السلامة والسعادة والاستمرار ولكي تصل الى هذه الغايات على الانسان ان يستجيب لاوامر الدين ونواهيه التي تنظم معالم الحياة الانسانية.
ونوه الى ان اليأس ليس من الدين في شيء وان حالة الامة صعبة حقا في الوقت الحاضر لكنها ابدا لا تدفع المؤمن للياس والاحباط وحسن الظن بالله الذي هو من اخلاقيات المسلم الصحيحة، مشيرا الى ان سلامة وجود الانسان هي بالاستقامة التي تزيل العقبات والعمل الصالح الذي يحقق السلامة للانسان والامة.
وكان رئيس مجمع البيطار الاسلامي صلاح الدين نصرت البيطار استعرض مسيرة المجمع الذي انشأه الراحل الحاج نصرت البيطار ليكون منارة علم ومكان بحث في علوم الفقه والدين لنشر مفهوم رسالة الاسلام السمحة والاخلاق الاسلاميه الحميدة والعمل على عقد حلقات الذكر وملتقيات العلوم الشرعية.
واكد البيطار ان مدينة العقبة هي المدينة التي استقبلت راية الثورة العربية الكبرى راية الحرية والعدالة والكرامة والنهضة للامة العربية والاسلامية وعلى ثرى هذه المدينة يؤكد العلماء اليوم على مفهوم توعية الجيل والاستثمار في بناء العقول والفكر بصفته الاستثمار الامثل لرفعة المجتمع والوطن.
كما أقيمت على هامش الملتقى أمسية أيمانية مساء السبت بمسجد مجمع البيطار الإسلامي بالعقبة تحدث فيها ضيوف الملتقى..