448532328_n

فقد عقد مساء أمس الأربعاء 5/12/2012م درس بدأه باستعراض عام لما سبق شرحه في بدايات سورة البقرة حتى قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) الذي يطمئن الله تعالى فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أداء وظيفة الرسالة على أكملها وأنه مهما فعل من جهد لإيصال معالم الديانة إلى أهل الكفر فإنهم لن يذعنوا له بتقدير من الواحد القدير الذي جعل مآل هؤلاء الأقوام سوء المصير ودخول النار لوجود مشكلة داخلية فيهم نتيجة قسوة القلوب والأرواح وتمكن العقائد الباطلة من بواطنهم .
وتساءل المفكر المشهور عن مدى قدرة وفاعلية التقدم التقني والطفرة العلمية في شتى صنوف المعارف من اكتشاف ما ذكره الله عز وجل في قوله (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ) بتشخيص مدلول الغشاوة التي نزلت بأمر الله تعالى على قلب الكافر وغطت على قلبه بطبقات الكدرة الباطنية والران ، مذكرا بالحلول التي أوجدها تعالى في الكتاب العزيز من وسائل التوبة والاستغفار وحفظ القلب واللسان والبحث عن رضاء الخالق ليتنور قلب العبد وبصره وسمعه والرقي به إلى مراتب الإحسان والسلامة مستدلا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) الذي وضع فيه النبي بأسلوبه التربوي الراقي في مخاطبة الشباب حلولا سليمة لبعض معيقات الترقي والصفاء الروحي .
كما بين الداعية المشهور معنى الحرية الذي تتحدث عنه الأقلام والإعلام وتروج له على منهج تحوير وتغيير فكر المسلم المتبع لمنهج النبوة والأبوة الواعي بأن يكون المؤمن حرا مقيدا بقيود الشرع مشددا على أهمية التحرير الأكبر من أثر الشيطان وأثر الدنيا والشهوة والغريزة ليصل إلى حالة من الحرية التي لا يستطيع فيها أي إنسان استعمار غيره لأن من عرف معنى الحرية الحقيقي سيبحث عن طهارة الروح والنفس والعقل والجوارح المفضية إلى أعلى درجات المحبة.

وأوضح الحبيب أبوبكر المشهور في ختام درسه مسألة تقعيد الشر بأسس وانظمة ومناهج وعلوم وشهادات ودأب الكافر على تيسير وتأسيس طرائقها ووسائل الوصول إليها من خلال إنزال المرأة إلى سوق العرض والطلب ومزاحمة الرجل وتعويدها على الجرأة المذمومة وإفساد الشباب بصنوف المغريات المحرمة من خمر وزنا ومخدرات  ليتحول الجيل بأكمله إلى قسوة قلوب في كل متعلقاته يصعب فيه على طالب العلم نشر علم السلامة في مواقع إبليس نتيجة الاحتكاك مع مخرجات الكفر

 

المصدر: عبدالله بن شهاب – عدن