تواصل دروس التفسير للحبيب أبوبكر المشهور
- تاريخ النشر: 3 ديسمبر, 2012
- التصنيف: أخبار
استكمالاً لدروس تفسير القرآن الكريم عقد الموجه العام لأربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية الداعية والمفكر الإسلامي الحبيب أبوبكر العدني بن علي المشهور مساء يومي الأحد والاثنين 2-3/12/2012م بمسجدي الإمام العيدروس بعدن ومسجد الهجرة بالمنصورة درسين استأنف فيهما تفسير سورتي الفاتحة وبداية سورة البقرة أوضح في مستهل حديثه عنهما طريقة تفسيره للآيات من خلال علاقتها بدراسة الثوابت والمتغيرات والارتباط بهما لفهم مدلولات الركن الرابع المتمثل في علامات الساعة ومساعدة طلبة العلم على فهم مجريات الأحداث فيهما من خلال الكتاب والسنة.
ثم بين الحبيب المشهور معاني أسماء الله الحسنى المتمثلة لفظ الجلالة والرحمن والرحيم وما أودع الله فيها من أسرار الرحمة التي امتن الله بها على مخلوقاته كافة وخص منها ذوي التكليف الإنس والجن باعتباره المعبود والسيد المطاع والمالك المهيمن على يوم الدين، ليدخل من خلالها إلى معنى كلمة (يَوْمِ الدِّينِ) والمقصود منها في ماهية هذا اليوم العظيم والذي يؤول مصير الناس إليه وسبب تسميته بيوم بينما هو في حساب البشر يحسب بخمسين ألف سنة.. مبينا أن حاجة الناس فيه من رزق وتنظيم صلاة وعبادة ونسل تنعدم بخلاف ما اعتادوه في الدنيا وارتباطه فيها بحركة الليل والنهار.
كما أكد على أن الصلاة المشار إليها بقول الله تعالى (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) تصل بالعبد إلى حالة من حالات كمال الاستقرار النفسي وكمال الشهود مع الله تعالى والانتقال من عالم المحسوس إلى عالم الشهادة والاستغراق وأن ذلك لا يحصل إلا بالتخلي عن الوسواس والتفكير وزوال الصارف مستدلاً بقصة أحد صحابة رسول الله الذي استغرق في صلاته وأصابته نبال أهل الكفر ولم يحس بها إلا بعد أن فرغ من صلاته، مرجعاً سبب عدم حضور المصلين في صلاتهم إلى وجود صارف يلهيهم عن الدخول الحقيقي في حضرة الله تعالى إما بسبب عقوبة من الله تعالى أو استحكام النفس والهوى والدنيا في قلوبهم وصار حالهم في القيام بهذا الفريضة العملية هو إسقاط فرضيتها دون العلم والفهم بسر ما أودعه الله فيها.
بعد ذلك عرج المفكر المشهور على سبب تسمية سورة البقرة بهذا الاسم التوقيفي الذي أنزله الله تعالى في النزول الثاني على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته بسبب ورود قصة بقرة بني إسرائيل فيها، واحتوائها على عدد من مسائل التشريع والأحكام من طلاق وعدة وزواج وغيرها، مبيناً عدداً من فضائلها وما ورد في السنة المطهرة من أحاديث تحث على قراءتها والعمل بما فيها.
واعتبر الداعية أبوبكر المشهور في سياق شرحه لقول الله تعالى (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) بأن الفلاح هو الربح الأعلى في الدنيا والربح العظيم في الآخرة، وأن تطبيقات المفلحين في الحياة تصل إلى درجة عالية من الصلاح تنعكس أفعالها عليهم في صلاتهم وانفعالاتهم وشاهد حالها الأمثل هم من رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة واصطفاهم وجعلهم نخبة هذه الأمة بكمال المراتب البشرية الواعية تحت مدلول قول الله تعالى (رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ) لأنهم عاشوا مرحلة التنزيل وتربوا على يد النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وأوضح في معرض حديثه عن سياسة اليهود والنصارى في العالم وتحويرهم وتحويلهم نصوص الكتب المنزلة عليهم إلى نتاجات أقلام صنعوها بأيديهم ليبنوا بواسطتها قوام المنهج الإبليسي في الأرض لإخلال الاقتصاد والتربية والثقافة والحرص على استتباع أبناء أمة محمد لهم عن طريق تحريف معاني القرآن الكريم بوسائل يصرفوا فيها أبناء الملة الواحدة عن المشي في نهج الصراط المستقيم وإفساد المجتمع من خلال المدرسة والمنهج على صفة الطبقية والطائفية والمذهبية.
مختتماً في الوقت ذاته ما سبق شرحه من الآيات البينات على صفة الثوابث لينتقل بعدها إلى الحالة الثانية المكملة لفقه التحولات وهي المتغيرات المنصوصة في قول الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ) معرفاً الكفر بأنه سلوك وأفكار وفهوم ومعرفة مبنية على نقد ونقض وقبض الغيب وما سمي في الوقت المعاصر بمفاهيم العلمنة والعولمة